يعلم مدير منتدى صوت الابداع كل الأعضاء والزوار أنه بحاجة ماسة لمشرفين فلا تتأخر في التفاعل معنا بترشيح نفسك للإشراف الموجود داخل منتدى الإعلانات ... وشكرا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يعلم مدير منتدى صوت الابداع كل الأعضاء والزوار أنه بحاجة ماسة لمشرفين فلا تتأخر في التفاعل معنا بترشيح نفسك للإشراف الموجود داخل منتدى الإعلانات ... وشكرا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.

Le deal à ne pas rater :
Cdiscount : -30€ dès 300€ d’achat sur une sélection Apple
Voir le deal
Le Deal du moment :
Pokémon EV06 : où acheter le Bundle Lot ...
Voir le deal

    رائحة الكرافص

    Admin
    Admin
    Admin


    Messages : 57
    النقط : 168
    Date d'inscription : 08/08/2010

    رائحة الكرافص Empty رائحة الكرافص

    مُساهمة  Admin السبت 21 أغسطس - 7:59


    «رائحة الكرافص «
    الـمهـدي الـكــرّاوي - guerraoui@gmail.com

    «مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب اللهُ بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صُمّ بُكمٌ عُميٌ فهم لا يرجعون»، سورة البقرة.

    أشياء كثيرة تقع في شهر رمضان وتمر علينا خلسة ولا نلتفت إليها... فقط لأن عقول وعيون أغلب المغاربة في هذا الشهر العظيم ترحل إلى البطون، وأنوفهم تتيه وسط روائح المطبخ، ويحولون كل حواسهم نحو الأكل والتلفزيون والنوم ولعب الورق والخمول... فيهم من تسقط عليه تقية الإيمان ويعوض التباهي بالسيجارة في اليد بقبض السُّبحة، وفيهم من يحن إلى زمن الرشاقة ويلبس أزياء رياضية تنكرية، وبينهم من يضع نظارات سوداء على عينيه ويقبض حاجبيه ويمشي في الأرض باحثا عن فريسة يفرغ فيها «ترمضينة» النيكوتين و«القطعة».
    هناك في رمضان من يتذكر مكانا لا يخطر على باله طوال العام يذهب إليه خاشعا مرتعدا كلما اقترب منه ازداد صدره ضيقا... يشتري بخمسة دراهم قنينة زيت فارغة مملوءة بالماء يسقي بها ويتذكر فجأة قبرَ عزيزٍ تناسته القلوب في الزمن «المزروب» حتى إن هناك بيننا من نسي مواضع قبور عائلته من فرط هجرانها، وفجأة تحن إليها الخواطر في هذا الشهر الذي يعبئ فيه المغاربة رصيدهم من الإيمان، لأن التعبئة تكون مضاعفة ألف مرة خاصة في ليلة القدر.
    لا أفهم شخصيا كيف يحول مغاربة كثر مساجد المملكة في رمضان إلى صالات عمومية للنوم العميق، فما بين صلاتي الظهر والعصر تتوزع الأجساد مستلقية على الزرابي والحصير في مشهد قريب من نوم السردين وسط علب التصبير، والشيء نفسه يتكرر بين صلاتي العصر والمغرب... مساجدنا في رمضان متسخة ولا أحد يجرؤ على الكلام، هناك من يحول دور الوضوء بها إلى مراحيض حقيقية وعوض أن تشتم روائح المسك والعطور الزكية خلال الصلاة تشتم فيها روائح النتانة. والغريب أن لا خطيب واحد في خطب الجمعة قرع جرس الإنذار ونبه المصلين إلى أن بيوت الله ليست بالضرورة بيوت قضاء الحاجة.
    في شهر رمضان تتزاحم الأجساد على ثلاثة أشياء: «الكرواصة» والتراويح وسهرات الشيخات، لكن الغريب هو كيف يقبل المغاربة بكثافة على المساجد ويقفون أمام الله للصلاة بجوارب (تقاشر) مثقوبة ونتنة، وكيف أن أغلبهم لا يتضايق وهو في عز الصلاة من التجشؤ (أعزكم الله) ويخرج من فمه روائح البيض و«الكرافص» متناسيا ذلك الرجل الذي تجشأ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (كف عنا جشائك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة). ولا أفهم أيضا أولئك الذين يسمعونك دعواتهم جهرا في السجود ويصرون بوحشية وعنف على وضع أرجلهم فوق أصابع من بجانبهم حتى لا يمر الشيطان بينهم أثناء الصلاة ولا يرون مطلقا أن الشيطان الحقيقي هو الذي يسكن في روائح «التقاشر» التي يدخلون بها بيوت الله ويسجدون بها.
    مساجد المغرب لا تحتاج إلى شاشات «إل سي دي»... مساجدنا تحتاج إلى ثقافة النظافة والوعي بالطهارة. ورمضان، الذي نلبسه على مقاسنا، حوله بعضنا إلى قناع تنكري للتظاهر بالإيمان... لكن أغرب شيء يعجبني في رمضان هو أولئك الذي يمكثون العام كله واقفين في «كونتوارات» الحانات حتى الصبح بلا عياء وفي التراويح يصلون جلوسا أو على الكراسي... «صحيح في السكرة وعيان في الصلا»... الله يسترنا.


    * طوق الحمامة جريدة المساء

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 6 مايو - 7:13