يعلم مدير منتدى صوت الابداع كل الأعضاء والزوار أنه بحاجة ماسة لمشرفين فلا تتأخر في التفاعل معنا بترشيح نفسك للإشراف الموجود داخل منتدى الإعلانات ... وشكرا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يعلم مدير منتدى صوت الابداع كل الأعضاء والزوار أنه بحاجة ماسة لمشرفين فلا تتأخر في التفاعل معنا بترشيح نفسك للإشراف الموجود داخل منتدى الإعلانات ... وشكرا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.

-55%
Le deal à ne pas rater :
Coffret d’outils – STANLEY – STMT0-74101 – 38 pièces – ...
21.99 € 49.04 €
Voir le deal
Le Deal du moment : -21%
LEGO® Icons 10329 Les Plantes Miniatures, ...
Voir le deal
39.59 €

    الزّرْبة المغربية

    تصويت

    هل أعجبكم هدا المقال ؟

    [ 1 ]
    الزّرْبة المغربية I_vote_rcap100%الزّرْبة المغربية I_vote_lcap [100%] 
    [ 0 ]
    الزّرْبة المغربية I_vote_rcap0%الزّرْبة المغربية I_vote_lcap [0%] 
    [ 0 ]
    الزّرْبة المغربية I_vote_rcap0%الزّرْبة المغربية I_vote_lcap [0%] 

    مجموع عدد الأصوات: 1
    Admin
    Admin
    Admin


    Messages : 57
    النقط : 168
    Date d'inscription : 08/08/2010

    الزّرْبة المغربية Empty الزّرْبة المغربية

    مُساهمة  Admin الإثنين 9 أغسطس - 10:37

    المغاربة مستعجلون أكثر من اللازم. لا أحد يعرف إلى أين يذهبون ولماذا هم مستعجلون، لكنهم مستعجلون والسلام. قد لا يذهبون إلى أي مكان، لكنهم مستعجلون.
    وأنت تخطو خطواتك المتوازنة على الرصيف، تجد أن شخصا يتجاوزك بعصبية ثم يواصل سيره أمامك تماما فلا تعرف لماذا تجاوزك بعصبية، وفوق هذا يمكن أن ينفخ سحابة من دخان سيجارته الرديئة فيلهب وجهك.
    تقف في المخبزة هادئا تنتظر دورك، ثم تكتشف أن من أتى بعدك يصرخ في البائع ويلوح بيده لكي يحصل قبلك على ما يريده. تعتقد أن المجاعة ستضرب البلاد، أو أن الرجل ينتظره شيء هام، أو أن زوجته «تتوحّم»، ربما، على الخبز الحافي قرب الباب، وعندما تخرج تجده يقف على الرصيف يتطلع إلى الناس مثل أبله وليس لديه أي شيء يفعله... المهم أن يسبق الآخرين.
    الطوابير في المغرب، إن وجدت، كابوس حقيقي، لأنك يجب أن تقف في الطابور وأنت تحرس نفسك بعناية لأنه في أي وقت يمكن أن يدخل «شي مزروب قافز» ويحاول أن يصل إلى الصف الأول وكأن الواقفين في الصف مجموعة دواب، وهناك «رهوط» كثيرون في هذه البلاد يعتقدون أن وقوفهم في الطابور إهانة، وأكيد أنهم يعتقدون أنفسهم أكثر قيمة من وزراء ومشاهير في بلدان ديمقراطية عريقة يقفون في الطابور ليقضوا حوائجهم.
    الكثير من الناس يمشون في الشوارع ويخاطرون بحياتهم ويراوغون السيارات ويحاولون عبور الطريق بسرعة وعندما يصلون إلى الرصيف المقابل يقفون، لا يجدون ما يفعلونه.
    في المسجد، وبمجرد أن تختتم الصلاة يتسابق الناس لأخذ أحذيتهم ويتنافسون في الخروج وكل واحد يضع حذاءه فوق رأس أخيه المؤمن. أين سيذهبون؟ لا أحد يعرف.. ربما إلى المقهى.
    في المهرجانات، يبقى الناس إلى الصباح متجمعين حول مغنين تافهين ومغنيات بليدات، وعندما تنتهي السهرات يتسابق الناس نحو أبواب الخروج وكأن شيئا مهما وخطيرا ينتظرهم، مع أنه لو بقيت السهرة ممتدة لثلاث ليال أخرى لبقوا معها. الزّرْبة المغربية يجب أن تنضاف إلى عجائب الدنيا السبع.
    سائقو السيارات في المغرب جزء آخر مثير من جنون الزّرْبة. تكون في سيارتك فتجد سيارة أخرى تتجاوزك بجنون ثم تقف مباشرة على اليمين. لا شيء ينتظر ذلك السائق لكنه يحس بانتشاء عظيم حين يتجاوز غيره.
    المستعجلون يخاطرون عشرات المرات بأرواحهم، سواء كمشاة أو سائقين، وفي المغرب آلاف القتلى كل سنة بسبب حوادث سير ناتجة عن حمق الزّرْبة. ومع أن المغاربة يرددون، منذ قرن وزْمّارة، عبارة: «اللّي زْربو ماتوا»، فإنهم يمارسون الزّرْبة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة من حياتهم.
    عندما تشاهد كل مظاهر الزّرْبة في المجتمع المغربي تعتقد أن الناس تتبعهم أشغال كثيرة وخطيرة وأن وقتهم لا يسعفهم لقضائها، لكن المقاهي مليئة بالبشر من الفجر إلى ما بعد منتصف الليل، وكثير من الجالسين في المقاهي من الصباح إلى المساء هم أنفسهم الذين يتظاهرون بالزّرْبة وكأن كوكب الأرض لن يتحرك بدونهم.
    تكون بجانب البحر ساعة الغروب في طريق خالية وأنت تتأمل هذا المنظر الطبيعي الجميل فتفاجأ بسائق معتوه خلفك يطلق كلاكسون سيارته وهو يطلب منك أن تسرع أو أن تتركه يسرع. لا يهم غروب الشمس ولا تلك الحمرة المدهشة لشمس تغرق في الماء، المهم هو الزّرْبة، يجب أن نسرع، إلى أين؟ الله أعلم.
    المغاربة يلعبون في الوقت الضائع منذ نصف قرن، وربما منذ قرون، ولم يحققوا شيئا، بينما الأمم الكبيرة، مثل اليابان وأمريكا وكوريا وروسيا والصين وغيرها، صنعت نفسها في أقل من نصف قرن. المغاربة تضيع منهم العقود والقرون فلا ينتبهون إليها، ومع ذلك تجدهم يتسابقون كل يوم في الشوارع وكأنهم على موعد خطير مع التاريخ.
    الشعوب تستعجل موعدها مع التقدم والازدهار وتسرع نحو المستقبل بخطى سريعة وواثقة، ونحن نتجاوز بعضنا في الشوارع والطوابير والسيارات مثل مجانين.

    عبد الله الدامون
    أخبار المساء

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 18 مايو - 23:38