يعلم مدير منتدى صوت الابداع كل الأعضاء والزوار أنه بحاجة ماسة لمشرفين فلا تتأخر في التفاعل معنا بترشيح نفسك للإشراف الموجود داخل منتدى الإعلانات ... وشكرا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يعلم مدير منتدى صوت الابداع كل الأعضاء والزوار أنه بحاجة ماسة لمشرفين فلا تتأخر في التفاعل معنا بترشيح نفسك للإشراف الموجود داخل منتدى الإعلانات ... وشكرا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.

-40%
Le deal à ne pas rater :
-40% sur le Pack Gaming Mario PDP Manette filaire + Casque filaire ...
29.99 € 49.99 €
Voir le deal
-28%
Le deal à ne pas rater :
Brandt LVE127J – Lave-vaisselle encastrable 12 couverts – L60cm
279.99 € 390.99 €
Voir le deal

    البركة..

    Admin
    Admin
    Admin


    Messages : 57
    النقط : 168
    Date d'inscription : 08/08/2010

    البركة..  Empty البركة..

    مُساهمة  Admin الأربعاء 1 سبتمبر - 7:36


    البركة..
    عبد الله الدامون - damounus@yahoo.com

    هل ذهبت البركة من حياة المغاربة؟ فالناس يشتكون باستمرار من غياب البركة ويقولون إن الحياة أصبحت أصعب من أي وقت مضى، وإن المغاربة في الماضي كانوا أحسن حالا رغم أنهم كانوا أكثر فقرا ويعشش القمل في رؤوس كثير منهم ويعيشون في منازل ضيقة أو براريك.
    واحدة من علامات غياب البركة هي أن الناس اليوم لا يكفيهم المال أبدا. هناك موظفون يربحون 20 ألف درهم في الشهر ويقولون إنهم يعانون ولا يستطيعون الوصول إلى آخر الشهر. في الماضي، كان الموظف البسيط لا يربح أكثر من 1500 درهم في الشهر ويربي فيلقا كاملا من الأطفال، واليوم يربح الموظف مالا كافيا ويربي طفلا أو طفلين، ومع ذلك فإنه دائم الشكوى.
    لكن القضية هنا ليست متعلقة بالبركة فقط، بل بأشياء كثيرة أخرى، لأن المغرب يتغير بطريقة غريبة جدا، أي أن أسعار كثير من المواد الغذائية وتكاليف الحياة تشبه نظيرتها في أوربا والبلدان المتقدمة، بينما الأجور تظل تراوح مكانها، وهناك أجور لا تتحرك بالمرة على الرغم من أن مستوى العيش يتحرك كل يوم نحو الأعلى.
    في المغرب، لا تختلف أسعار الكثير من المواد الغذائية عن نظيرتها في إسبانيا مثلا، مع أن «السميك» المغربي هو أقل من ألفي درهم، بينما في إسبانيا لا يقل عن ألف أورو. وكثير من المهاجرين المغاربة في إسبانيا أو في بلدان أوربية أخرى يعودون إلى المغرب لقضاء العطلة، فيصدمون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأشياء كثيرة أخرى، وأحيانا يجدونها أغلى قليلا.
    ليست المواد الغذائية المغربية هي الوحيدة التي أصبحت تنافس نظيرتها في أوربا، بل أشياء كثيرة أخرى. فالسيارات في المغرب أغلى من نظيرتها في أوربا، وهو شيء غير مفهوم بالمرة، وأسعار العقار في أوربا لا تبدو مختلفة كثيرا عن الأسعار في المغرب، بل إن أسعار العقار في أوربا انخفضت كثيرا منذ بداية الأزمة المالية، وأصبح بالإمكان شراء شقتين بثمن شقة واحدة، لأن المقاولات العقارية كانت تحاول تجنب الإفلاس حتى لو لم تربح، لأن لها التزامات كثيرة مع الأبناك ومع الدولة، بينما أسعار العقار في المغرب لم تشم رائحة الأزمة، وبقيت تحلق مع الطيور فوق السحاب، والسبب هو أن الكثير من رؤوس الأموال المستخدمة في المشاريع العقارية ناتجة عن أموال مشبوهة، والأموال المشبوهة لا تخاف الأزمة.
    حتى أسعار الفنادق والمجمعات السياحية في أوربا يبدو أنها أرخص من نظيرتها في المغرب. وهناك مغاربة توجهوا إلى ماربيا أو مايوركا أو جزر الخالدات، وهي المناطق السياحية الأكثر شهرة في إسبانيا، فوجدوا فنادقها أقل غلاء، وهناك أشخاص اكتروا شققا مفروشة في مايوركا بسعر أرخص من الشقق الموجودة في كابيلا أو مارينا سمير في نواحي تطوان.
    المسألة، إذن، ليست مسألة بركة، بل قضية غلاء متفاحش في البلاد، وهو غلاء لم يعد يجد من يحتج ضده، باستثناء بضع جمعيات يخرج أفرادها بين الفينة والأخرى لمواجهة هراوات الأمن، بينما الأحزاب والنقابات لفظت أنفاسها الأخيرة منذ زمان.
    الغلاء المتفاحش في المغرب يبدو أنه يتحدى ظهور طبقة متوسطة حقيقية، مع أن الطبقة المتوسطة هي المحرك الحقيقي للمجتمعات في كل شيء، لكن في المغرب يبدو صعبا على شخص أجرته 10 آلاف درهم شهريا أن يقول إنه من الطبقة المتوسطة، لأنه لن يستطيع لا اقتناء سيارة ولا شقة في المستوى، وكل ما يمكن أن يفعله هو أن ينافس أصحاب «السّميك» على سيارات «البون أوكازيون» والشقق التي تشبه أقفاص الدجاج.
    المغرب يبدو، في الظاهر، كأنه يتطور ويتغير، لكن في العمق يبدو بطيئا جدا، بل ومخيفا في تطوره. ففي كل مدن البلاد ظهرت الفيلات الأنيقة والقصور والعمارات التي تنطح السحاب، وظهرت المطاعم الفارهة التي تستقبل أغنياء الحروب والأزمات وتجار البؤس، وظهرت السيارات التي يساوي ثمن الواحدة منها ثمن عمارة، لكن كل هذا لا يعني أن المغرب يتقدم بالفعل، لأنها مظاهر تقدم زائفة وكلها لا تصمد أمام جملة واحدة تقول إن امرأة قروية ولدت على جنب الوادي لأنه لا توجد قنطرة تسمح لها بالمرور إلى المستشفى، أو طفلا مات في الجبال لأنه لم يكن يتوفر على معطف ثقيل يدفئ به جسده، أو طفلة لدغها عقرب فلم تجد مصلا فماتت. التقدم ليس هو سيارات «الكات كات» والقصور والفيلات، بل أشياء أبسط بكثير... وأهم بكثير.


    * صباح الخير جريدة المساء



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 6 مايو - 12:13